الخميس، 24 أكتوبر 2019

: الجيولوجيا

جيولوجيا ، 
سأحدثك قليلا عنها ولكن أولا أحتاح عقلا راشدا وأذن صاغية، ذلك العلم المنبوذ في الجامعات العربية ، المحتقر طالبه، العلم الذي جمع العلوم كلها ، فيزياء ،كيمياء ، علوم الطبيعة و الحياة، رياضيات و هندسة .....إلخ. ليشكل باقة تخصصاته المتعددة الجيوكيمياء ، الجيوفيزياء ، الهيدروجيولوجي،پاليونطولوجي ، سيديمنطولوجي ، الجيوبترول ، المنيرالوجي ، الكرستالوغرافي ، التكتونيك ، الجيوتكنيك ، الجيوديزي ، الجيوستاتيستيك ...إلخ ، لتلامس العلوم شتاها ، لمعرفة قصة الارض و تاريخها و الحياة القديمة و مختلف الحقب و الكوارث التي مرت بها الارض ، لتجيب و تزيح اللبس عن الظواهر الطبيعية الحالية لتجنب الكوارث و المخاطر ، كذلك لمعرفة الثروات و النعم التي تذخر بها الأرض من مياه جوفية و غاز و بترول و معادن و أحجار كريمة ، لاستغلالها بأحسن الطرق للمحافظة على التوازن الطبيعي ، 
بإختصار هو العلم الشامل، الذي يدخل في مختلف مجالات الحياة و الرفاه ، سأسوق لك الفكرة بطريقة تجريبة و مسلية ، أنا الجيولوجي الذي أدرس الصخور ، فأتسلق الجبال واغوص البحار و أنزل في باطن الأرض لأقيم المناجم، أكتشف العالم و الطبيعة ، لإستغلال مختلف الخيرات ، لا يمكنك معرفة ثرواتك الباطنية إلا بالجيولوجي و لا إستغلالها، حتى الحفارات و العتاد لولاي لما عرفت المادة اللازمة لصنعها ، ألا يكفيك أنني أدرس الصخور و المعادن وأعرف خصائصها و مميزاتها و كل ما يتعلق بها و أتعدي ذلك الى إستعمالاتها و منافعها ، كل ما تتباهي به أو تحلم به ، هو من مكونات صخر أو معدن ما ، الذهب و الفضة و الألماس و الياقوت والمرجان لو لم ينقب عنها الجيولوجي أبسطها لولم يتفحصها قد تخدع بالمزورة منها ، أفتك الأسلحة و أخطرها تستخرج موادها من الصخور التي يدرسها الجيولوجي يورانيوم و ثوريوم ..... ، أفخم البيوت يزينها الرخام و الغرانيت الذي يصنف الجيولوجي جودتها ، تتجمل النساء بالصخور. و المعادن ، ميكا و فلدسبار و ستيبين و كاولا ، لتصنع المساحيق و الماسكات و الكحل والمحافظة على نضارة الوجه و صفائه بختلف أنواع الطين ، يتم إستعمال التلك لتجنب إلتهاب جلد الأطفال ، و تأخذ مسحوق السمكتيت لتوقف الإسهال، تقوم بلدان و تفني أخرى بسبب الثروات الطبيعية الموجودة في الأرض ، يتطور الإنسان مستخدما المعادن لصنع منظر يوضح لك النجوم و الأفلاك المجاورة ، الطاقات المستخدمة في كل شي تتدخل الجيولوجيا فيها ، بترول وغاز وغيرها كذلك الطاقة الشمسية تصنع الألواح من المعادن. لوأفنيت عمري أتحدث لن أنتهي ، الزلازل و البراكين والظواهر المختلفة يفسرها العالم الجيولوجي ، مخزون معتبر من البترول أو منجم كبير من الذهب أو الألماس ، يجعل بلدك عرضة للحروب و الأزمات تصاغ أسبابها بستار من العرقية و حقوق المرأةو الإنسان ، لنهبها و إستغلالها ، التهميش المسلط على هذا التخصص إلا لأهميته و قوته ، لا يتمكن من التكنولوجيا إلا من تمكن من الجيولوجيا ، بها تحتل العالم و تصنع أخطر الأسلحة . هاتفك نتاج معادن و صخور ، بيتك ، سيارتك ، طائرتك ، وكل ما يدخلك عالم التطور و العولمة ، قبل أن تتلفظ بسوء عن الجيولوجي تذكر أنه السبب في إكتشاف و فهم الكون و أسراره و ما يخفييه ، بظواهره و ثرواته ، يكفي أنه يعرف قصة عمرها أكثر من أربعة مليارات سنة و ما حدث خلالها و ما كان فيها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق